هشام قال حدثني أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس قال حدثني بكر بن حبيب السهمي عن أبيه وكان من جلساء أبي الأسود الدؤلي قال كان أبو الجارود سالم بن سلمة بن نوفل الهذلي شاعرا وكان صديقا لأبي الأسود الدؤلي فكان يهاديه الشعر ثم تغير ما بينهما فقال فيه أبو الأسود .
( أبلغ أبا الجارود عني رسالةً ... يروح بها الماشي ليلقاك أو يغدو ) .
( فيخبرَنا ما بالُ صَرمك بعد ما ... رضيت وما غيّرت من خُلُق بعد ) .
( أَأَن نلت خيراً سرني حين نلته ... تنكرت حتى قلت ذو لِبدة وَرْدُ ) .
( فعيناك عيناه وصوتك صوته ... تُمثله لي غيرَ أنك لا تَعْدو ) .
( فإن كنت قد أزمعت بالصَّرم بيننا ... وقد جعلت أسباب أوّلِه تبدو ) .
( فإني إذا ما صاحب رَثَّ وصله ... وأعرض عني قلت بالأبعدِ الفقدُ ) .
وفاة ابي الأسود .
وكانت وفاة أبي الأسود فيما ذكره المدائني في الطاعون الجارف سنة تسع وستين وله خمس وثمانون سنة قال المدائني وقد قيل إنه مات قبل ذلك وهو أشبه القولين بالصواب لأنا لم نسمع له في فتنة مسعود وأمر المختار بذكر وذكر مثل هذا القول بعينه والشك فيه هل أدرك الطاعون الجارف أولا عن يحيى بن معين أخبرني به الحسن بن علي عن أحمد بن زهير عن المدائني ويحيى بن معين