وقال المدائني كانت لأبي الأسود مولاة يقال لها لطيفة وكان لها عبد تاجر يقال له ملم فابتاعت له أمة وأنكحته إياها فجاءت بغلام فسمته زيدا فكانت تؤثره على كل أحد وتجد به وجد الأم بولدها وجعلته على ضيعتها فقال فيه أبو الأسود وقد مرضت لطيفة .
( وزيد هالكٌ هُلْكَ الحُبارَى ... إذا هلكت لطيفة أو مُلِمُّ ) .
( تبنتْه فقال وأنتِ أمي ... فأنّى بعدها لك زيدُ أمُّ ) .
( تَرُمُّ متاعه وتزيد فيه ... وصاحبها لما يحوى مِضَمُّ ) .
( ستلقى بعدها شراً وضراً ... وتَقْصَى إن قُربت فلا تُضَمُّ ) .
( وتَلقاك الملامة كلَّ وجه ... سلكت وينتحي حالَيْك ذم ) .
قال فماتت لطيفة من علتها تلك وورثها أبو الأسود فطرد زيدا عما كان يتولاه من ضيعتها وطالبه بما خانه من مالها فارتجعه فكان بعد ذلك ضائعا مهانا بالبصرة كما قال فيه وتوعده .
وقال المدائني أيضا أشترى أبو الأسود أمة للخدمة فجعلت تتعرض منه للنكاح وتتطيب وتشتمل بثوبها فدعاها أبو الأسود فقال لها اشتريتك للعمل والخدمة ولم اشترك للنكاح فأقبلي على خدمتك وقال فيها