( رأيت زياداً ينتحيني بشرّه ... وأُعرِض عنه وهو بادٍ مَقاتِلُه ) .
( وكل امريء والله بالناس عالم ... له عادة قامت عليها شمائلُه ) .
( تَعوَّدها فيما مضى من شبابه ... كذلك يدعو كلَّ أمرٍ أوائلُهْ ) .
( ويُعجبُه صفحي له وتجمُّلي ... وذو الجهل يحذو الجهلَ من لا يعاجِلُهْ ) .
( فقلت له دعني وشأني إننا ... كلانا عليه مَعْمَلٌ هو عاملُهْ ) .
( فلولا الذي قد يُرتجى من رجائه ... لجرَّبتَ مني بعض ما أنت جاهله ) .
( لجرّبت أنّي أمنح الغَيَّ مَن غَوَى ... عليّ وأجزِي ما جَزَى وأطاوِلُهْ ) .
وقال لزياد أيضا في ذلك .
( نُبِّئتُ أن زياداً ظلّ يَشتُمني ... والقولُ يُكْتَبُ عند الله والعملُ ) .
( وقد لقِيتُ زيادا ثم قلت له ... وقبلَ ذلك ما خَبَّت به الرسلُ ) .
( حتّام تَسرِقني في كل مَجْمَعَه ... عِرضي وأنت إذا ما شئت منتفِلُ ) .
( كل امريء صائر يوماً لشيمته ... في كل منزلة يُبْلى بها الرجلُ ) .
قال فلما ادعى معاوية زيادا وولاه العراق كان أبو الأسود يأتيه فيسأله حوائجه فربما قضاها وربما منعها لما يعلمه من رأيه وهواه في علي بن أبي طالب عليه السلام وما كان بينهما في تلك الأيام وهما عاملان فكان أبو الأسود يترضاه ويداريه ما استطاع ويقول في ذلك .
( رأيت زيادا صدّعنّيَ وجهَه ... ولم يك مردُودا عن الخير سائلُه ) .
( ينفِّذ حاجاتِ الرجال وحاجتي ... كداء الجَوَى في جوفه لا يزايلُهْ )