اشترى أبو الأسود جارية فأعجبته وكانت حولاء فعابها أهله عنده بالحول فقال في ذلك .
( يَعيبونها عندي ولا عيبَ عندها ... سوى أن في العينين بعضَ التأخّر ) .
( فإن يك في العينين سوء فإنها ... مُهَفْهَفَة الأعلى رَدَاحُ المؤخَّر ) .
أخبرني محمد بن الحسن بن دريد الأزدي قال حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال كان لأبي الأسود الدؤلي صديق من بني تميم ثم من بني سعد يقال له مالك بن أصرم وكانت بينه وبين ابن عم له خصومة في دار له وأنهما اجتمعا عند أبي الأسود فحكماه بينهما فقال له خصم صديقه إني بالذي بينك وبينه عارف فلا يحملنك ها ذاك على أن تحيف علي في الحكم وكان صديق أبي الأسود ظالما فقضى أبو الأسود على صديقه لخصمه بالحق فقال له صديقه والله ما بارك الله لي في صداقتك ولا نفعني بعلمك وفقهك ولقد قضيت علي بغير الحق فقال أبو الأسود .
( إذا كنتَ مظلوماً فلا تُلْفَ راضياً ... عن القوم حتى تأخذ النِّصفَ واغضبِ ) .
( وإن كنت أنت الظالمَ القوم فأطَّرِحْ ... مقالتهم واشغَبْ بهم كلَّ مَشْغَب ) .
( وقارِبْ بذي جهل وباعد بعالم ... جَلوبٍ عليك الحقَّ من كل مَجْلِب ) .
( فإن حدِبوا فاقعَسْ وإن هم تقاعسوا ... ليستمكِنوا مما وراءك فاحدَبِ )