إلى أبي الأسود فاعتذروا إليه مما كان ولم يعاوده الرجل بعد ذلك وقال فيه أبو الأسود بعد ذلك حين رجع إلى أهله .
( وأَهْوَجَ مِلْجاجٍ تصامَمتُ قبله ... أَنَ اسمعَه وما بِسَمْعيَ مِن باسِ ) .
( ولو شئت قد أعرضتُ حتى أصيبَه ... على أنفه حَدباء تُعْضِل بالأسِي ) .
( فإن لساني ليس أهونَ وَقْعةً ... وأصغَرَ آثاراً من النحتِ بالفاس ) .
( وذي إحنةٍ لم يُبْدِها غيرَ أنه ... كذي الخَبْل تأبَى نفسُه غيرَ وَسواس ) .
( صفَحتُ له صفحاً جميلاً كصفحه ... وعيني وما يدري عليه وأحراسي ) .
( وعندِي له إن فار فوّارُ صدرِه ... فَحاً جَبلِيٌّ لا يعاوده الحاسِي ) .
( وخِبًّ لحومُ الناس أكثرُ زادِه ... كثيرِ الخنَا صَعْبِ المحَالةِ هَمَّاس ) .
( تركتُ له لحمي وأبقيت لحمه ... لمن نابه من حاضِر الجنّ والناسِ ) .
( فكَرَّ قليلاً ثم صدَّ كأنما ... يَعَضُّ بصُمٍّ من صَفَا جبلٍ راسِي ) .
أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا أحمد بن الحارث الخراز قال حدثنا المدائني قال خرج أبو الأسود الدؤلي ومعه جماعة أصحاب له إلى الصيد فجاءه أعرابي فقال له السلام عليك فقال له أبو الأسود كلمة مقولة قال أدخل قال وراؤك أوسع لك قال إن الرمضاء قد أحرقت رجلي قال بل عليها أو ائت الجبل يفيء عليك قال هل عندك شيء تطعمنيه قال