دعا الحجاج بن يوسف بيزيد بن الحكم الثقفي فولاه كورة فارس ودفع إليه عهده بها فلما دخل عليه ليودعه قال له الحجاج أنشدني بعض شعرك وإنما أراد أن ينشده مديحا له فأنشده قصيدة يفخر فيها ويقول .
( وأبي الذي سلب ابن كَسرى رايةً ... بيضاءَ تَخْفِقُ كالعُقاب الطائر ) .
فلما سمع الحجاج فخره نهض مغضبا فخرج يزيد من غير أن يودعه فقال الحجاج لحاجبه ارتجع منه العهد فإذا رده فقل له أيهما خير لك ما ورثك أبوك أم هذا فرد على الحاجب العهد وقال قل له .
( ورِثتُ جدّي مجدَه وفَعالَه ... وورثتَ جدَّك أَعْنُزاً بالطائف ) .
وخرج عنه مغضبا فلحق بسليمان بن عبد الملك ومدحه بقصيدته التي أولها .
( أمسَى بأسماءَ هذا القلبُ مَعْمودا ... إذَا أقول صَحَا يَعْتادُه عِيدا ) .
يقول فيها .
( سُمِّيتَ باسم امريء أشبَهْتَ شيمتَه ... عدلاً وفضلاً سليمانَ بن داوُدا ) .
( أَحْمِدْ به في الوَرَى الماضينَ من مَلِكٍ ... وأنت أصبحت في الباقين محمودا ) .
( لا يَبْرأُ الناس من أن يحمدوا مَلِكاً ... أولاهُمُ في الأمور الحلم والجودا ) .
فقال له سليمان وكم كان أجرى لك لعمالة فارس قال عشرين