ثم قال أنفذي يا جرباء فقالت وأنا آمنة قال نعم فقالت .
( كأنّ الكرى سقَّاهُم صَرْخَديّةً ... عُقَارا تَمشَّى في المطا والقوائم ) .
فقال عقيل شربتها ورب الكعبة لولا الأمان لضربت بالسيف تحت قرطك أما وجدت من الكلام غير هذا فقال جثامة وهل أساءت إنما أجازت وليس غيري وغيرك فرماه عقيل بسهم فأصاب ساقه وأنفذ السهم ساقه والرحل ثم شد على الجرباء فعقر ناقتها ثم حملها على ناقة جثامة وتركه عقيرا مع ناقة الجرباء ثم قال لولا أن تسبني بنو مرة ما ذقت الحياة ثم خرج متوجها إلى أهله وقال لئن أخبرت أهلك بشأن جثامة أو قلت لهم إنه أصابه غير الطاعون لأقتلنك فلما قدموا على أهل أبير وهم بنو القين ندم عقيل على فعله بجثامة فقال لهم هل لكم في جزور انكسرت قالوا نعم قال فالزموا أثر هذه الراحلة حتى تجدوا الجزور فخرج القوم حتى انتهوا إلى جثامة فوجدوه قد أنزفه الدم فاحتملوه وتقسموا الجزور وأنزلوه عليهم وعالجوه حتى برأ وألحقوه بقومه .
ونسخت هذا الخبر من كتاب أبي عبد الله اليزيدي بخطه ولم أجده ذكر سماعه إياه من أحد قال قرىء على علي بن محمد المدائني عن الطرماح بن خليل بن أبرد فذكر مثل ما ذكره الزبير منه وزاد فيه أن القوم احتملوا جثامة ليلحقوه بقومه حتى إذا كانوا قريبا منهم تغنى جثامة .
( أيُعْذَر لاهِينا ويُلْحَيْن في الصِّبا ... وما هنّ والفِتيانُ إلا شقائِقُ )