يزيد بن الوليد ظهر بالكوفة ودعا إلى الرضا من آل محمد ولبس الصوف وأظهر سيما الخير فاجتمع إليه وبايعه بعض أهل الكوفة ولم يبايعه كلهم وقالوا ما فينا بقية قد قتل جمهورنا مع أهل هذا البيت وأشاروا عليه بقصد فارس وبلاد المشرق فقبل ذلك وجمع جموعا من النواحي وخرج معه عبدُ الله بن العباس التميمي قال محمد بن علي بن حمزة عن سليمان بن أبي شيخ عن محمدد بن الحكم عن عوانة إن ابن معاوية قبل قصده المشرق ظهر بالكوفة ودعا إلى نفسه وعلى الكوفة يومئذ عامل ليزيد الناقص يقال له عبد الله بن عمر فخرج إلى ظهر الكوفة مما يلي الحرة فقاتل ابن معاوية قتالا شديدا قال محمد بن علي بن حمزة عن المدائني عن عامر بن حفص وأخبرني به ابن عمار عن أحمد بن الحارث عن المدائني أن ابن عمر هذا دس إلى رجل من أصحاب ابن معاوية من وعده عنه مواعيد على أن ينهزم عنه وينهزم الناس بهزيمته فبلغ ذلك ابن معاوية فذكره لأصحابه وقال إذا انهزم ابن حمزة فلا يهولنكم فلما التقوا انهزم ابن حمزة وانهزم الناس معه فلم يبق غير ابن معاوية فجعل يقاتل وحده ويقول .
( تفرّقتِ الظباءُ على خِداشٍ ... فما يدري خداش ما يصيد ) .
ثم ولى وجهه منهزما فنجا وجعل يجمع من الأطراف والنواحي من أجابه حتى