العزيز الزهري عن محرز بن جعفر عن أبيه عن بديح قال قدمت أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان وهي عند الوليد بن عبد الملك حاجة والوليد إذ ذاك خليفة فأرسلت إلى كثير ووضاح أن نسبا بي فنسب وضاح بها ونسب كثير بجاريتها غاضرة في شعره الذي يقول فيه .
( شجا أظعانُ غاضرة الغوادي ... ) .
قال وكان معها جوار قد فتن الناس بالوضاءة .
قال بديح فلقيت عبيد الله بن قيس الرقيات فقلت له بمن نسبت من هذا القطين فقال لي .
( ما تصنعُ بالشرِّ ... إذا لم تك مجنونا ) .
( إذا قاسيت ثِقْل الشرِّ ... حَسَّاكَ الأمرِّينا ) .
( وقد هِجتَ بما قد قُلْتَ ... أمراً كان مدفونا ) .
قال بديح ثم أخذ بيدي فخلا بي وقال لي يا بديح احفظ عني ما أقول لك فإنك موضع أمانة وأنشدني .
( أصحوتَ عن أمّ البنين ... وذِكرِها وعَنائها ) .
( وهجرتَها هجرَ امرئٍ ... لم يَقْلِ حملَ إخائها ) .
( من خيفةِ الأعداء أن ... يُوهُوا أديمَ صفائها )