( ولاقيْت قَرْما في أَرُومةِ ماجدٍ ... كريماً عزيزاً دائمَ الخَطَرانِ ) .
( أنا الشاعر المعروف وجْهي ونِسبتي ... أَعفُّ وتحميني يدي ولساني ) .
( وأغلِبُ من هاجيتُ عفواً وأنتمي ... إلى معشرٍ بِيضِ الوجوه حِسانِ ) .
( فهاتِ إذاً يابنَ الأتان كصاحبِ الملوك أبي أسيِّد كَمُهانِ ) .
( فهاتِ كزيدٍ أو كَسَيْحانَ لا تجِد ... لهمْ كفُواً أَو يُبعث الثقلاَن ) .
أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا العتيبي عن العباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال أتى المتوكل الليثي عكرمة بن ربعي الذي يقال له الفياض فامتدحه فحرمه فقيل له جاءك شاعر العرب فحرمته فقال ما عرفته فأرسل إليه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يقبلها وقال حرمني على رؤوس الناس ويبعث إلي سرا .
فبينا المتوكل بالحيرة وقد رمد رمدا شديد فمر به قس منهم فقال مالك قال رمدت قال أنا أعالجك قال فافعل فذره فبينا القس عنده وهو مذرور العين مستلق على ظهره يفكر في هجاء عكرمة وذلك غير مطرد له ولا القول في معناه إذ أتاه غلام له فقال بالباب امرأة تدعوك فمسح عينيه وخرج إليها فسفرت عن وجهها فإذا الشمس طالعة حسنا فقال لها ما اسمك قالت أمية قال فممن أنت فلم تخبره قال فما حاجتك قالت بلغني أنك شاعر فأحببت أن تنسب بي في شعرك فقال أسفري ففعلت فكر طرفه في وجهها مصعدا ومصوبا ثم تلثمت وولت عنه