الذباب فقد منيت معرفة غائب عندي علمه فيك حيث تقول .
( وَدِدْتُ وما تُغْنِي الوَدَادةُ أَنَّني ... بما في ضَمِير الحاجِبِيَّة عالمُ ) .
( فإنْ كان خيراً سَرَّني وعَلِمْتُه ... وإنْ كانَ شَرًّا لم تَلُمْني اللَّوائمُ ) .
أنظر في مرآتك واطلع في جيبك واعرف صورة وجهك تعرف ما عندها لك فاضطرب اضطراب العصفور وقام القوم يضحكون وجلست عنده فلما هدأ شأوه قال لي أرضيتك فيهم فقلت له أما في نفسك فنعم فقد نحس يومك معهم وقد بقيت أنا عليك فما عذرك ولا عذر لك في قولك .
( سقَى دِمْنَتَيْنِ لم نَجِدْ لهما أهْلاَ ... بِحَقْلٍ لكم يا عَزَّ قد رَابَنا حَقْلاَ ) .
( نَجَاءُالثُّرَيَّا كُلَّ آخر لَيْلةٍ ... يَجُودُهما جوداً ويُتْبِعُه وبْلاَ ) .
ثم قلت في آخرها .
( وما حَسِبتْ ضَمْرِيَّةٌ حَدَرِيَّةٌ ... سِوَى التَّيْس ذي القَرْنَيْن أنّ لها بَعْلاَ ) .
أهكذا يقول الناس ويحك ثم تظن أن ذلك قد خفي ولم يعلم به أحد فتسب الرجال وتعيبهم فقال وما أنت وهذا وما علمك بمعنى ما أردت فقلت .
هذا أعجب من ذاك أتذكر امرأة تنسب بها في شعرك وتستغزر لها الغيث في أول شعرك وتحمل عليها التيس في آخره قال فأطرق وذل وسكن فعدت إلى أصحابي فأعلمتهم ما كان من خبره بعدهم فقالوا ما أنت بأهون حجارته التي رمي بها اليوم منا قال فقلت لهم إنه لم يترني