الأخير ليس من شعره قال فخر مغشيا عليه ثم أفاق فاقدا عقله فكان لا يلبس ثوبا إلا خرقه ولا يمشي إلا عاريا ويلعب بالتراب ويجمع العظام حوله فإذا ذكرت له ليلى أنشأ يحدث عنها عاقلا ولا يخطىء حرفا وترك الصلاة فإذا قيل له مالك لا تصلي لم يرد حرفا وكنا نحبسه ونقيده فيعض لسانه وشفته حتى خشينا عليه فخلينا سبيله فهو يهيم .
المجنون الهائم وعمر بن عبد الرحمن بن عوف .
قال الهيثم فولى مروان بن الحكم عمر بن عبد الرحمن بن عوف صدقات بني كعب وقشير وجعدة والحريش وحبيب وعبد الله فنظر إلى المجنون قبل أن يستحكم جنونه فكلمه وأنشده فأعجب به فسأله أن يخرج معه فأجابه إلى ذلك فلما أراد الرواح جاءه قومه فأخبروه خبره وخبر ليلى وأن أهلها استعدوا السلطان عليه فأهدر دمه إن أتاهم فأضرب عما وعده وأمر له بقلائص فلما علم بذلك وأتي بالقلائص ردها عليه وانصرف .
وذكر أبو نصر أحمد بن حاتم عن جماعة من الرواة أن المجنون هو الذي سأل عمر بن عبد الرحمن أن يخرج به قال له أكون معك في هذا الجمع الذي تجمعه غدا فأرى في أصحابك وأتجمل في عشيرتي بك وأفخر بقربك فجاءه رهط من رهط ليلى وأخبروه بقصته وأنه لا يريد التجمل به وإنما يريد أن يدخل عليهم بيوتهم ويفضحهم في امرأة منهم يهواها وأنهم قد شكوه إلى السلطان فأهدر دمه إن دخل عليهم فأعرض عما أجابه إليه من أخذه معه وأمر له