قلت له فأنشدني لمن بقي من هؤلاء فقال حسبك فوالله إن في واحد من هؤلاء لمن يوزن بعقلائكم اليوم .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا أحمد بن الحارث الخراز قال قال ابن الأعرابي كان معاذ بن كليب مجنونا وكان يحب ليلى وشركه في حبها مزاحم بن الحارث العقيلي فقال مزاحم يوما للمجنون .
( كِلانا يا مُعاذُ يُحِبُّ لَيْلَى ... بِفيّ وفيكَ مِن لَيْلَى التُّرَابُ ) .
( شَرِكتُكَ في هَوَى من كان حظِّي ... وحظّكَ مِن مودّتها العَذَابُ ) .
( لقد خَبَلَتْ فؤادَك ثم ثَنَّت ... بقلبي فهو مخبولٌ مُصابُ ) .
قال فيقال إنه لما سمع هذه الأبيات التبس وخولط في عقله .
وذكر أبو عمرو الشيباني أنه سمع في الليل هاتفا يهتف بهذه الأبيات فكانت سبب جنونه .
وذكر إبراهيم بن المنذر الحزامي عن أيوب بن عباية أن فتى من بني مروان كان يهوى امرأة منهم فيقول فيها الشعر وينسبه إلى المجنون وأنه عمل له أخبارا وأضاف إليها ذلك الشعر فحمله الناس وزادوا فيه