حدثت أن أبا عدي العبلي خرج يريد واديا نحو الطائف يقال له جلدان فمر بعبد الله بن عمر العرجي وهو نازل هناك بواد يقال له العرج فأرسل إليه غلاماً له فأعلمه بمكانه فأتاه الغلام فقال له هذا أبو عدي فأمر أن ينزله في مسجد الخيف فأنزله وأبطأ عليه في الخروج فقال للغلام ويحك ما يحبس مولاك قال عنده ابن وردان مولى معاوية وهما يأكلان القسب والجلجلان ثم بعث إليه بخبز ولبن وبعث لرواحله بحمض وقدم إلى رواحل ابن وردان القت والشعير فكتب إليه أبو عدي .
( أبا عُمَرٍ لمْ تُنْزِل الركبَ إذ أتَوْا ... منازلَهم والرَّكْبُ يَحْفُونَ بالرَّكْب ) .
( رفعتَ لِئَامَ الناسِ فوق كِرَامهمْ ... وآثَرْتَهُمْ بالجلجُلانِ وبالقَسْبِ ) .
( فأمّا بَعِيرانَا فبالحمْض غُذِّيَا ... وأُوثِرَ عَبَّادُ بنُ وَرْدَان بالقَضْبِ ) .
فكتب إليه العرجي .
( أتانا فلم نَشْعُرْ به غيرَ أنّه ... له لِحيَةٌ طالتْ على حَمِقِ القلَبِ )