قال فسمع ابن القاسم العبلي بالشعر يغني به وكان العرجي قد أعطاه جماعة من المغنين وسألهم أن يغنوا فيه فصنعوا في أبيات منه عدة ألحان وقال والله لا أجد لهذه الأمة شيئا أبلغ من إيقاعها تحت التهمة عند ابن القاسم ليقطع مأكلتها من ماله قال فلما سمع العبلي بالشعر يغنى به أخرج كلابة واتهمها ثم أرسل بها بعد زمان على بعير بين غزارتي بعر فأحلفها بمكة بين الركن والمقام أن العرجي كذب فيما قاله فحلفت سبعين يمينا فرضي عنها وردها فكان بعد ذلك إذا سمع قول العرجي .
( فطالما مَسَّني من أهلِك النِّعَمُ ... ) .
قال كذب والله ما مسه ذلك قط وقال إسحاق وقد قيل إن صاحب هذه القصيدة والقصة أبو حراب العبلي وأن كلابة كانت أمة لسعدة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان وكان العرجي قد خطبها وسميت به ثم خطبها يزيد بن عبد الملك أو الوليد بن يزيد فزوجته فقال العرجي هذا الشعر فيها غنى في قوله .
( أَمْشِي كما حَرَّكَتْ رِيحٌ يَمانية ... ) .
علي بن هشام هزجا مطلقا بالبنصر وفيه للمسدود هزج آخر طنبوري ذكر ذلك جحظة وفي .
( لا تَكِليني إلى قومٍ لوَ انهُمُ ... )