فأومأت بيدها إلى بعض الخدم فلم يكن إلا كلا ولا حتى جاءت جارية جميلة قد سترت بمطرف فأمسكوه عليها حتى ذهب بهرها ثم كشف عنها وإذا جارية ذات جمال قريبة من جمال مولاتها فرحبت بهم وحيتهم فقالت لها مولاتها خذي ويحك من قول النصيب عافى الله أبا محجن .
( ألاَ هل من البَيْن المُفَرِّق من بُدِّ ... وهل مثلُ أيّامٍ بمُنْقَطَع السَّعْد ) .
( تمَنَّيتُ أيّامِي أُولئكَ والمُنَى ... على عَهد عَادٍ ما تُعِيدُ ولا تُبْدِي ) .
فغنته فجاءت به كأحسن ما سمعته قط بأحلى لفظ وأشجى صوت ثم قالت لها خذي أيضا من قول أبي محجن عافى الله أبا محجن .
( أَرِقَ المُحِبُّ وعادَه سَهَدُهْ ... لِطَوَارِقِ الهمِّ التي تَرِدُهْ ) .
( وذكرتُ مَنْ رَقَّتْ له كَبِدِي ... وأَبَى فليس تَرِقُّ لي كَبِدُهْ ) .
( لا قَومُه قَومِي ولا بلَدِي ... فَنَكُونَ حيناً جِيرة بَلدُهْ ) .
( وَوجدْتُ وَجْداً لم يكن أحدٌ ... قَبْلِي مِنَ اجْلِ صَبابةٍ يَجِدُهْ )