الله به عالم من صعوبة علتي وما أقاسيه من الحرارة الحادثة بي .
( وليس بتزويقِ اللّسانِ وصَوغِه ... ولكنَّه قد خالطَ اللّحمَ والدّما ) .
تفضيل غناء ابن سريج على غناء معبد ومالك .
وقال إسحاق حدثني شيخ من موالي المنصور قال قدم علينا فتيان من بني أمية يريدون مكة فسمعوا معبدا ومالكا فأعجبوا بهما ثم قدموا مكة فسألوا عن ابن سريج فوجدوه مريضا فأتوا صديقا له فسألوه أن يسمعهم غناءه فخرج معهم حتى دخلوا عليه فقالوا نحن فتيان من قريش أتيناك مسلمين عليك وأحببنا أن نسمع منك فقال أنا مريض كما ترون فقالوا إن الذي نكتفي منك به يسير وكان ابن سريج أديبا طاهر الخلق عارفا بأقدار الناس فقال يا جارية هاتي جلبابي وعودي فأتته خادمه بخامة فسدلها على وجهه وكان يفعل ذلك إذا تغنى لقبح وجهه ثم أخذ العود فغناهم فأرخى ثوبه على عينيه وهو يغني حتى إذا اكتفوا ألقى عوده وقال معذرة فقالوا نعم قد قبل الله عذرك فأحسن الله إليك ومسح ما بك وانصرفوا يتعجبون مما سمعوا فمروا بالمدينة منصرفين فسمعوا من معبد ومالك فجعلوا لا يطربون لهما ولا يعجبون بهما كما كانوا يطربون فقال أهل المدينة نحلف بالله لقد سمعتم بعدنا ابن سريج قالوا أجل لقد سمعناه فسمعنا ما لم نسمع مثله قط ولقد نغص علينا ما بعده .
ذكر العتابي أن زكريا بن يحيى حدثه قال حدثني عبد الله بن محمد بن عثمان العثماني عن بعض أهل الحجاز قال التقى قنديل الجصاص وأبو الجديد بشعب الصفراء فقال قنديل لأبي الجديد من أين وإلى أين قال مررت برقطاء