نسخت من كتاب هارون بن علي بن يحيى حدثني علي بن مهدي قال حدثني الحسين بن أبي السري قال .
مر القاسم بن الرشيد في موكب عظيم وكان من أتيه الناس وأبو العتاهية جالس مع قوم على ظهر الطريق .
فقام أبو العتاهية حين رآه إعظاما له فلم يزل قائما حتى جاز فأجازه ولم يلتفت إليه فقال أبو العتاهية .
( يَتِيهُ ابنُ آدم من جهلِهِ ... كأنَّ رَحَا الموت لا تَطْحَنُهْ ) .
فسمع بعض من في موكبه ذلك فأخبر به القاسم فبعث إلى أبي العتاهية وضربه مائة مقرعة وقال له يابن الفاعلة أتعرض بي في مثل ذلك الموضع وحبسه في داره .
فدس أبو العتاهية إلى زبيدة بنت جعفر وكانت توجب له حقه هذه الأبيات .
( حتّى متى ذُو التّيه في تيهِه ... أصلحه اللهُ وعافاهُ ) .
( يَتيه أهلُ التيه من جهلهم ... وهم يموتون وإن تاهُوا ) .
( مَنْ طلب العِزّ لِيبقَى به ... فإنَّ عِزّ المرء تَقْواهُ ) .
( لم يعتصم بالله من خلْقِهِ ... مَنْ ليس يَرْجُوه ويَخْشاهُ ) .
وكتب إليها بحاله وضيق حبسه وكانت مائلة إليه فرثت له وأخبرت الرشيد بأمره وكلمته فيه فأحضره وكساه ووصله ولم يرض عن القاسم حتى بر أبا العتاهية وأدناه واعتذر إليه .
مدحه الرشيد والفضل بن الربيع .
ونسخت من كتاب هارون بن علي قال حدثني علي بن مهدي قال حدثني