منهم ويقول هذا المخنث المفكك تلك الأشعار بالشفاعة ثم أنشدني .
( أبا إسحاق راجعت الجماعَهْ ... وعُدْتَ إلى القوافي والصنِّاعهْ ) .
( وكنت كجامحٍ في الغَيّ عاصٍ ... وأنت اليومَ ذو سمعٍ وطاعَهْ ) .
( فجُرَّ الخَزّ مما كنتَ تُكْسَى ... وَدَع عنك التَّقَشُّفَ والبَشاعَهْ ) .
( وشَبِّبْ بالتي تهوَى وخَبِّرْ ... بأنّك ميّتٌ في كلّ ساعَهْ ) .
( كَسدنا ما نراد وإنْ أجدنا ... وأنت تقول شعرَك بالشّفاعَهْ ) .
أخبرني أحمد بن العباس العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثني أبو خيثم العنزي وكان صديقا لأبي العتاهية قال حدثني أبو العتاهية قال .
أخرجني المهدي معه إلى الصيد فوقعنا منه على شيء كثير فتفرق أصحابه في طلبه وأخذ هو في طريق غير طريقهم فلم يلتقوا وعرض لنا واد جرار وتغيمت السماء وبدأت تمطر فتحيرنا وأشرفنا على الوادي فإذا فيه ملاح يعبر الناس فلجأنا إليه فسألناه عن الطريق فجعل يضعف رأينا ويعجزنا في بذلنا أنفسنا في ذلك الغيم للصيد حتى أبعدنا ثم أدخلنا كوخا له وكاد المهدي يموت بردا فقال له أغطيك بجبتي هذه الصوف فقال نعم فغطاه بها فتماسك قليلا ونام .
فافتقده غلمانه وتبعوا أثره حتى جاؤونا فلما رأى الملاح كثرتهم علم أنه الخليفة فهرب وتبادر الغلمان فنحوا الجبة عنه وألقوا عليه الخز والوشي .
فلما انتبه قال لي ويحك ما فعل الملاح فقد والله وجب حقه علينا .
فقلت هرب والله خوفا من قبح ما خاطبنا به .
قال إنا لله والله لقد أردت أن أغنيه وبأي شيء خاطبنا نحن والله مستحقون لأقبح مما خاطبنا به بحياتي عليك إلا ما هجوتني .
فقلت يا أمير المؤمنين كيف تطيب نفسي بأن أهجوك قال والله لتفعلن فإني ضعيف الرأي مغرم بالصيد فقلت