( إذا ما دَنَوْا أدناهُمُ وإِذا هَفوْا ... تَجاوز عنهم ناظراً في العواقِب ) .
( شفيقٌ على الأقَصيْن أن يركبوا الرّدى ... فكيف به في واشِجات الأقاربِ ) .
قال فوصله المهدي بصلة سنية وقدم المدينة فأنفق وبنى داره ولبس ثيابا فاخرة ولم يزل كذلك مدى حياته بعد ما حباه .
ثم قدم على الحسن بن زيد وكانت له عليه وظيفة في كل سنة فدخل عليه فأنشده قوله يمدحه .
( هاج شوقي تفرّقُ الجِيرانِ ... واعترتني طوارقُ الأحزانِ ) .
( وتذكّرتُ ما مضى من زماني ... حين صار الزمانُ شرَّ زمانِ ) .
يقول فيها يمدح الحسن بن زيد .
( ولو ان امرأ ينال خلوداً ... بمحلٍّ ومَنْصِب ومكانِ ) .
( أو ببيتٍ ذُراه تَلصَق بالنجم ... ِ قرانا في غير بُرج قِرانِ ) .
( أو بمجد الحياة أو بسماحٍ ... أو بحلم أوفَى عَلَى ثَهْلاَنِ ) .
( أو بفضل لناله حسَنُ الخَيْرِ ... بفضلِ الرسول ذي البرهانِ ) .
( فضلُه واضحٌ برهط أبي القاسم ... رهطِ اليقين والإِيمانِ ) .
( هم ذَوُو النور والهُدَى ومَدَى الأمر ... وأهلُ البرهان والعِرفانِ ) .
( مَعْدِنُ الحق والنبوّة والعدل ... إذا ما تنازع الخَصْمانِ ) .
( وابنُ زيد إذا الرجال تجَارَوْا ... يوم حَفْل وغايةٍ ورِهانِ ) .
( سابقٌ مُغْلِقٌ مجيزُ رِهانٍ ... وَرِث السَّبْقَ من أبيه الهِجانِ )