وكان عبد الرحيم منقطعا إلى علي بن المهدي المعروف بأمه ريطة بنت أبي العباس .
فأخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال حدثني عبد الصمد بن المعذل قال .
غنت جارية يوما بحضرة الرشيد .
( قُل لعليّ أيا فتى العربِ ... وخيرَ أنامٍ وخيرَ مُكتسِبِ ) .
( أعلاك جَدّاك يا عليّ إذا ... قصّر جَدٌّ عن ذروة الحسبِ ) .
فأمر بضرب عنقها فقالت يا سيدي ما ذنبي هذا صوت علمته والله ما أدري من قاله ولا فيمن قيل فعلم أنها صدقت فقال لها عمن أخذته فقالت عن عبد الرحيم الدفاف فأمر بإحضاره فأحضر فقال له يا عاض بظر أمه أتغني في شعر تفاخر فيه بيني وبين أخي جردوه فجردوه ودعا له بالسياط فضرب بين يديه خمسمائة سوط .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد عن القطراني عن محمد بن جبر قال .
قال لي عبد الرحيم بن القاسم الدفاف دخلت على علي بن ريطة يوما وستارته منصوبة فغنت جاريته .
( أُناسٌ أمِنّاهم فَنَمّوا حديثَنا ... فلما كَتَمنا السرَّ عنهم تقَوَّلوا ) .
فقلت أرأيت إن غنيتك هذا الصوت وفي تمامه زيادة بيت واحد أي شيء لي عليك قال خلعتي التي علي فغنيته