فقال يعقوب .
( فإِذا تشاءُ أبا معاذٍ فارحَلِ ... ) .
فغضب بشار وقال يهجوه .
( بني أميّة هُبّوا طال نومُكُم ... إنّ الخليفة يعقوبُ بن داودِ ) .
( ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الزِّقّ والعُودِ ) .
قال النوفلي فلما طالت أيام بشار على باب يعقوب دخل عليه وكان من عادة بشار إذا أراد أن ينشد أو يتكلم أو يتفل عن يمينه ويصفق بإحدى يديه على الآخرى ففعل ذلك وأنشد .
( يعقوبُ قد ورد العُفاةُ عشيّةً ... مُتعرّضين لسَيبك المُنتاب ) .
( فسقَيتَهم وحسبتني كَمّونةً ... نَبتت لزارعها بغير شرابِ ) .
( مَهلاً لديك فإِنّني رَيحانة ... فاشمُمْ بأنفك واسقِها بذِنابِ ) .
( طال الثواءُ على تنظُّرِ حاجةٍ ... شَمِطتْ لديك فمن لها بخِضابِ ) .
( تُعطِي الغزيرةُ درَّها فإِذا أبتْ ... كانت مَلامتُها على الحُلاّبِ ) .
يقول ليعقوب أنت من المهدي بمنزله الحالب من الناقة الغزيرة التي إذا لم يوصل إلى درها فليس ذلك من قبلها إنما هو في منع الحالب منها وكذلك الخليفة ليس من قبله لسعة معروفة إنما هي من قبل السبب إليه .
قال فلم يعطف ذلك يعقوب عليه وحرمه فانصرف إلى البصرة مغضبا فلما قدم المهدي البصرة أعطى عطايا كثيرة ووصل الشعراء وذلك كله على يدي يعقوب فلم يعط بشارا