قال وبعث بالرقعة إلى الرجل فدعا بوكيله وقال له ويلك تعلم أني أفتدي من بشار بما أعطيه وتوقعني في لسانه إذهب فاشتر أضحية وإن قدرت أن تكون مثل الفيل فافعل وابلغ بها ما بلغت وابعث بها إليه .
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي قال حدثني عمي قال أخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال .
رأيت بشارا المرعث يرثي بنية له وهو يقول .
( يا بنتَ من لم يكُ يَهْوَى بنتا ... ما كنتِ إلا خمسةً أو ستاً ) .
( حتّى حلَلتِ في الحَشَى وحتّى ... فَتَّتِّ قلبي من جوىً فانفَتّا ) .
( لأَنتِ خيرٌ من غلامٍ بتّا ... يُصبِحُ سكرانَ ويُمْسِي بَهْتَا ) .
أخبرني وكيع قال حدثني أبو أيوب المديني قال .
كان نافع بن عقبة بن سلم جوادا ممدحا وكان بشار منقطعا إلى أبيه فلما مات أبوه وفد إليه وقد ولي أبيه فمدحه بقوله .
( ولنافعٍ فضلٌ على أكفائه ... إن الكريمَ أحقُّ بالتفضيلِ ) .
( يا نافعَ الشِّبْراتِ حين تناوحتْ ... هُوجُ الرياحِ وأَعْقِبْتُ بُوبُولِ ) .
( أشبهتَ عُقْبةَ غيرَ ما مُتَشبِّهٍ ... ونشأتَ في حلمٍ وحسنِ قبُول ) .
( وولِيتَ فينا أشهراً فكفيتَنَا ... عَنَتَ المُريبِ وسَلّة التّضليلِ ) .
( تُدْعَى هِلاَلاً في الزمان ونافعاً ... والسَّلمُ نِعْم أُبُوَّةُ المأمولِ ) .
فأعطاه مثل ما كان أبوه يعطيه في كل سنة إذا وفد عليه