هابه الأخفش فاستشهد بشعره .
أخبرني عمي قال حدثني الكراني عن أبي حاتم قال .
كان الأخفش طعن على بشار في قوله .
( فالآنَ أَقْصَرَ عن سُمَيَّةَ باطِلي ... وأشار بالوَجْلَى عليّ مُشِيرُ ) .
وفي قوله .
( على الغَزَلى مِنّي السَّلامُ فربَّما ... لَهَوْتُ بها في ظِلِّ مَرْؤُومَةٍ زُهْر ) .
وفي قوله في صفة سفينة .
( تُلاَعِبُ نِينَانَ البُحورِ ورُبَّما ... رأيتَ نُفوسَ القوم من جَرْيها تَجْرِي ) .
وقال لم يسمع من الوجل والغزل فعلى ولم أسمع بنون ونينان فبلغ ذلك بشارا فقال ويلي على القصارين متى كانت الفصاحة في بيوت القصارين دعوني وإياه فبلغ ذلك الأخفش فبكى وجزع فقيل له ما يبكيك فقال وما لي لا أبكي وقد وقعت في لسان بشار الأعمى فذهب أصحابه إلى بشار فكذبوا عنه واستوهبوا منه عرضه وسألوه ألا يهجوه فقال قد وهبته للؤم عرضه فكان الأخفش بعد ذلك يحتج بشعره في كتبه ليبلغه فكف عن ذكره بعد هذا .
قال وقال غير أبي حاتم إنما بلغه أن سيبويه عاب هذه الأحرف عليه لا الأخفش فقال يهجوه .
( أَسِبْوَيْهِ يابنَ الفارسيَّة ما الذي ... تَحَدَّثْتَ عن شَتْمِي وما كنتَ تَنبِذُ )