به وكنت كثيرا ما آتي ذلك الموضع فاسمع منه ومنهم فأتيتهم يوما فإذا هم قد ارتحلوا فجئت إلى بشار فقلت له يا أبا معاذ أعلمت أن القوم قد ارتحلوا قال لا فقلت فاعلم قال قد علمت لا علمت ومضيت فلما كان بعد ذلك بأيام سمعت الناس ينشدون .
( دعا بِفراق مَنْ تَهْوَى أبانُ ... ففاضَ الدّمعُ واحترقَ الجَنانُ ) .
( كأن شَرارةً وقعَتْ بقلبي ... لها في مُقْلتِي ودَمِي استِنَانُ ) .
( إذا أنشَدتُ أو نَسَمَتْ عليها ... رياحُ الصّيفِ هاجَ لها دُخَانُ ) .
فعلمت أنها لبشار فأتيته فقلت يا أبا معاذ ما ذنبي إليك قال ذنب غراب البين فقلت هل ذكرتني بغير هذا قال لا فقلت أنشدك الله ألا تزيد فقال امض لشأنك فقد تركتك .
ونسخت من كتابه حدثني علي بن مهدي قال حدثني يحيى بن سعيد الأيوزرذي المعتزلي قال حدثني أحمد بن المعذل عن أبيه قال .
أنشد بشار جعفر بن سليمان .
( أقِلّي فإنّا لاحِقونَ وإِنّما ... يُؤَخِّرنا أنَّا يُعَدُّ لنا عَدًا ) .
( وما كنتُ إلا كالأغرّ ابن جعفرٍ ... رأى المالَ لا يبقَى فأبقَى به حَمدا ) .
فقال له جعفر بن سليمان من ابن جعفر قال الطيار في الجنة فقال لقد ساميت غير مسامي فقال والله ما يقعدني عن شأوه بعد النسب لكن قلة النشب وإني لأجود بالقليل وإن لم يكن عندي الكثير وما على من جاد بما