والمضرب العظم يضرب فينتقى أي يخرج نقيه ويقال ما نبست فيه بخرماء يعني أنه كذب ويقال ما أفاض بكلمة أي ما تخلصها ولا أبانها ويقال ما رام من مكانه ولا بان ويقال ما وجدنا لها العام مصدة أي بردا قال أبو يوسف وسمعت غير واحد من الكلابيين يقولون أصبحت وليس بها وخصة وليس بها وذية أي برد ويقال غضب من غير صيح ولا نفر وفر من غير صيح ولا نفر قال وأنشدني أبو صاعد .
( كذوب محول يجعل الله جنة ... لأيمانه من غير صيح ولا نفر ) .
أي من غير قليل ولا كثير قال وقالوا جاءوا بطعام لا ينادى وليده وفي الأرض عشب لا ينادى وليده أي إن كان الوليد في ماشية لم يضره أين صرفها لأنها في عشب فلا يقال له اصرفها إلى موضع كذا لأن الأرض كلها مخصبة وإن كان طعام أو لبن فمعناه أنه لا يبالي به كيف أفسد فيه ولا متى أكل ولا متى شرب وفي أي نواحيه أهوى قال ومعنى قول مزرد .
( تبرأت من شتم الرجال بتوبة ... إلى الله مني لا ينادى وليدها ) .
هذا مثل ضربه ومعناه إني لا أراجع فيها ولا أكلم فيها كما لا يكلم الوليد في الشيء الذي يضرب له فيه المثل وقال الأصمعي وأبو عبيدة قولهم أمر لا ينادى وليده قال أحدهما أي هو أمر جليل لا ينادى فيه الوليد ولكن ينادى فيه جلة القوم وقال الآخر أصله في الغارة أي تذهل الأم