إسلامي سمعته إلا حفظته وكان أبو نواس ومسلم بن الوليد وأبان بن عبد الحميد اللاحقي وأشجع السلمي وسلم الخاسر وغيرهم من نظرائهم يجتمعون عندها فكانت تناقضهم ويناقضونها ونوادرهم باجتماعهم عندها كثير وكانت تمدح آل برمك فتجيد وأعطي الناطقي بها مالا كثيرا فامتنع من بيعها قال وما علمنا أن جارية بلغت في الأدب والمعرفة والبيان والفصاحة وقول الشعر مع ما جمعت إلى هذه الخلال من الذكاء والظرف مبلغها وذكرت في الشرق والغرب عند الملوك والأشراف وتحدثوا عندهم بنوادرها وشعرها فكتب من شعرها ونوادرها في البلدان مالا يحصى .
ومن النساء سكن جارية محمود الوراق وكانت من أعذب الناس ألفاظا وأشعر الناس وأجودهم معاني وأحكمهم رصفا وأحسنهم وصفا عالمة بالأخبار والأنساب عارفة بأيام الناس مناظرة في الكلام فائقة فيه لا يكلمها أحد إلا قطعته وكان محمود مع براعة أدبه وحسن شعره ومعرفته بفنون الآداب وبصره بجيد الشعر وردئيه وما كان رزق من الحكمة يقول ربما والله تتقاصر إلي نفسي في مناظرتها لأنها تأتي من بدائع الكلام ومن الاحتجاج بشيء لم يسمع بمثله من أحد من العلماء الذين نسبوا إلى الكلام وعرفوا به فأقول يا سبحان الله من اين هذه الفطنة التقية الخالصة فأبقى مبهوتا .
وكانت تمدح الملوك والأشراف وكان محمود ضعيف الحال لا يكاد يقوم