فصل علمت .
علمت إذا أردت بها علم الشخص فقط تعدت إلى واحد كقول القائل علمت زيدا أي عرفته وكان أولا لا يعرفه وفي التنزيل ( لا تعلمونهم الله يعلمهم ) معناه لا تعرفونهم الله يعرفهم وإضافة المعرفة إلى الله سبحانه مجاز نحو كل بعين الله و ( لتصنع على عيني ) أي أنت مني بمرأى ومسمع مبالغة في الرعاية واللطف وقال D ( ولقد علمتم الذي اعتدو ا منكم في السبت ) أي عرفتم .
فإذا أردت بالعلم معرفة خبره تعدى إلى مفعولين وقد يكون الأول معروفا وغير معروف مثل أن تقول سمعت بزيد ولا أعرفه وقد سمعت ما ألفه من الفقه وقد علمته فقيها وإن كنت لا أعرفه فهذا يراد به معرفة الثاني دون الأول وقد تعرفه وتعرف فقهه إلا أن الفائدة فيه معرفة الثاني وهو الفقه كما أنك إذا قلت ظننت زيدا فقيها فالظن في الفقه لا في زيد فعلمت بهذا أن القصد في علمت زيدا فقيها إنما هو في الثاني دون الأول بدليل ظننت زيدا قائما والظن لم يقع بالأول فكذلك علمت زيدا قائما والقصد أنك تعلم قيامه ولست تخبر أنك علمت زيدا لأنه قد يمكن أن تعلمه ويمكن ألا تكون علمته وإنما القصد بعلم قيامه لا غير وقوله D ( فان علمتموهن مؤمنات ) فاليقين إنما تحدد بإيمانهن فإن أردت معرفة الأول فقط لم تجاوز مفعولا واحدا .
والأصل في المعرفة أن تكون بالعين ومنه العريف الذي يعرف أصحابه بعينه وأصل العلم بالقلب ثم يوقع العلم موقع المعرفة يقال علمت زيدا أي عرفته وتوقع المعرفة موقع العلم ويقال عرفت فقهه إلا أنه لا يجاوز مفعولا واحدا لأنك نزلت القلب منزلة العين فجعلت معرفته كمعرفة العين التي لا تجاوز