عليه بالقبول فإذا تكلم الجاهل بجهله وعدم الناس العالم أن يرد عليه بعلمه فقد تودع من الخلق وربنا الرحمن ا لمستعان على ما يصفون فالله الله ثم الله الله يا إخوتاه من أهل السنة والجماعة والمحبة للسلامة والعافية في أنفسكم وأديانكم فإنما هي لحومكم ودماؤكم لا تعرضون لما نهىالله عنه D من الجدل والخوض في آيات الله وأكد ذلك رسول الله وحذر منه وكذلك أئمة الهدى من بعده من أصحاب رسول الله الذين ارتضاهم لصحبة نبيه واختاره لهم وكذلك التابعين بإحسان في كل عصر وزمان ينهون عن الجدل والخصومات في الدين ويحذرون من ذلك أشد التحذير حتى كان آخرهم في ذلك أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل Bه وأرضاه فكان أشد أهل زمانه في ذلك قولا وأوكده فيه رأيا وآخذ به على الخلق وأنصحه لهم صبر في ذلك على البلاء من فتنته الضراء والسراء والشدة والرخاء والضرب الشديد بعد طول الحبس في ضنك الحديد فبذل لله مهجة نفسه وجاد بالحياة لأهلها وآثر الموت على أصعب العقوبات يرضى منه على بلوغ ما أوجب الله D على العلماء من القيام بأمره ورحمة منه على الخلق وشفقا عليهم فاصبر لعظيم جهد بلاء الدنيا نفسه واحتمل في ذات الله كلما عجز الخلق أجمعون عن احتمال مثله أو بعضه أخذ بعنان الحق صابرا على وعر الطريق وخشونة المسلك منفردا بالوحدة عاضا على لجام الصواب جواد لمحبوب العافية لأهلها إذ كانوا لا يصلون