226 - قال أبو بكر الخلال قرأت كتاب السنة بطرسوس مرات في المسجد الجامع وغيره سنين فلما كان في سنة اثنتين وتسعين قرأته في مسجد الجامع وقرأت فيه ذكر المقام المحمود فبلغني أن قوما ممن طرد إلى طرسوس من أصحاب الترمذي المبتدع أنكروه وردوا فضيلة رسول الله وأظهروا رده فشهد عليهم الثقات بذلك فهجرناهم وبينا أمرهم وكتبت إلى شيوخنا ببغداد فكتبوا إلينا هذا الكتاب فقرأته بطرسوس على أصحابنا مرات ونسخه الناس وسر الله تبارك وتعالى أهل السنة وزادهم سرورا على ما عندهم من صحته وقبولهم وهذه نسخته .
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله الأ هو وأما بعد فإن كتابكم ورد علينا بشرح ما حدث ببلدكم وكتبنا إليكم بما تقفون عليه وبالله نستعين وعليه نتوكل في جميع الأمور وبعد فنوصيكم وأنفسنا بتقوى الله D والإحسان فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وتقوى الله تبارك وتعالى بها يرزق العباد من حيث لا يحتسبون وبها يوجب الله تعالى الجنة لأهلها وبها تحل داره وبها ينظر إلى وجهه وبها تنال ولاية الله D وهي غاية الكرامة ومنزلة الشرف ومنهاج الرشد وجوامع الخير ومنتهى الإيمان فأسعدكم الله بطاعته سعادة من رضي عمله وتولاكم بحفظه وحياطته وشملكم بستره وعصمكم بتوفيقه وأيدكم بما أيد به المتقين وأوصلكم أفضل ميراث الصالحين وجعلكم لأنعمه من الشاكرين واستخلصكم بأشرف عبادة العابدين