@ 445 @ أن يخبره فقال أبو بكر خرج يا رسول الله وخرجت بعده فسألته ما أخرجك هذه الساعة قال بل أنت ما أخرجك هذه الساعة فقلت أنا سألتك قبل أن تسألني قال أخرجني الجوع قال فقلت له أخرجني الذي أخرجك فقال رسول الله وأنا أخرجني الذي أخرجكما قال ثم قال رسول الله تعلمان من أحد نضيفه اليوم قالا نعم أبو الهيثم بن التيهان حري إن جئناه أن نجد عنده فضلا من تمر يعالج جنانه هو وامرأته لا يبيعان منه شيئا قال فخرج رسول الله وصاحباه حتى دخلوا الحائط فسلم رسول الله فسمعت أم الهيثم تسليمه ففدته بالأب والأم وأخرجت حلسا لها من شعر فطرحته فجلس عليه فقال رسول الله أين أبو الهيثم قالت ذهب يستعذب لنا من الماء قال فطلع أبو الهيثم بالقرية على رقبته فلما رأى رسول الله بين ظهراني النخل أسندها إلى جذع وأقبل يفدي بالأب والأم فلما رأى وجوههم عرف الذي بهم فقال لأم الهيثم هل أطعمت رسول الله وصاحبيه شيئا فقالت إنما جلس رسول الله الساعة قال فما عندك قالت عندي حبات من شعير قال كركريها واعجني واخبزي إذ لم يكونوا يعرفون الخمير وأخذ شفرة فقال رسول الله إياك وذوات الدر فقال يا رسول الله إنما أريد عناقا في الغنم قال فذبح فلم يلبث أن جاء بذلك إلى رسول الله فأكل رسول الله وصاحباه قال فشبعوا شبعة لا عهد لهم بمبثلها فما مكث رسول الله إلا يسيرا حتى أتي بأسير من اليمن فجاءت فاطمة بنت رسول الله تشكو إليه العمل وتريه يدها وتسأله إياه قال لا ولكن أعطيه أبا الهيثم فقد رأيت ما لقيه هو ومريته يوم ضفناهم قال فأرسل إليه فأعطاه إياه فقال خذ هذا الغلام يعينك على حائطك واستوص به خيرا قال فمكث الغلام عند أبي الهيثم ماشاء الله أن يمكث ثم قال يا غلام لقد كنت مستقلا أنا وصاحبتي بحائطنا اذهب فلا رب لك إلا الله قال فخرج الغلام إلى الشام .
وروى عكراش بن ذؤيب قال بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين والأنصار قال ثم أخذ بيدي فانطلق بي إلى بيت أم سلمة فقال هل من طعام فأتينا بجفنة كثيرة