له هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه فإن قال نعم فقد زعم أن الله بائن من خلقه دونه وإن قال لا كفر .
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه .
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء .
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة .
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي لا يقر بعلم الله فقل له الله يقول ولا يحيطون بشيء من علمه 255 البقرة وقال لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه 166 النساء وقال فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله 4 هود قال وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه 47 فصلت فيقال له تقر بعلم الله هذا الذي وقفك عليه بالأعلام والدلالات أم لا .
فإن قال ليس له علم كفر .
وإن قال لله علم محدث كفر حين زعم أن الله قد كان في وقت من الأوقات لا يعلم حتى أحدث له علما فعلم .
فإن قال لله علم وليس مخلوقا ولا محدثا رجع عن قوله كله وقال بقول أهل السنة .
وهذا على وجوه .
قال الله جل ثناؤه لموسى إنني معكما 46 طه يقول في الدفع عنكما