فإن كان ذاتيا لها بطل أن تعدم الحس بعد مفارقتها الجسم وإن كان عرضيا فيها فلا يخلو من أن يكون استفادته من الجسم أو من جوهر آخر مصاحب له .
فإن كان الجسم هو الذي يفيدها الحس وجب ألا يعدم الجسم الحس إذا فارقته النفس وهذا خلاف ما نشاهده من حالها وحال جسمها .
وإن كانت النفس إنما تستفيد الحس من جوهر آخر روحاني متصل بها وجب أن نسألهم عن ذلك الجوهر الآخر هل هو حساس بذاته أم بجوهر آخر أيضا ويستمر ذلك إلى مالا نهاية له وما لا نهاية له بالعقل فمحال فثبت أن النفس حساسة بذاتها وجوهرها وما كان حساسا بذاته وجوهره بطل أن يعدم الحياة .
فالنفس إذن حية بعد فراق الجسم