أحدهما أن تكون الألف واللام في المتقاعس للتعريف لا بمعنى الذي كما ذكرنا فجاز تقديم بالرحى عليه والآخر أن يكونا بتأويل الذي ويكون بالرحى تبيينا كأنه قال أبعلي هذا المتقاعس وتمت صلة الذي فجعل بالرحى تبيينا فجاز تقديمه لذلك .
قال أبو إسحاق الزجاج في قول الشاعر .
( ربيته حتى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجادا .
فيه وجهان أحدهما أن يكون الجزاء اسم كان وبالعصا خبرها ويكون أن أجلد غير متصل بالعصا ولكن يكون الكلام قد تم دونه وأن أجلد في موضع رفع خبر ابتداء مضمر كأنه قال هو أن أجلد ويجوز أن يكون نصبا بدلا من قوله بالعصا فيكون التقدير كان جزائي أن أجلد والوجه الثاني أن يكون بالعصا تبيينا ويكون أن أجلد خبر كان ولا يجوز أن يكون بالعصا في صلة أن أجلد لأنه قد قدمه عليه .
وقال المبرد في قول الله D ( لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ) ( في الآخرة ) ظرف لقوله ( الأخسرون ) لأن الألف واللام فيه ليستا بتأويل الذي قال فأما قوله D ( لا جرم أنهم هم الخاسرون )