الأول كقولك جاءني محمد أبو عبدالله وقوله تعالى مفازا حدائق وإنما لم أقل بدل الكل من الكل حذرا من مذهب من لا يجيز إدخال أل على كل وقد استعمله الزجاجي في جمله واعتذر عنه بأنه تسامح فيه موافقة للناس الثاني بدل بعض من كل وضابطه أن يكون الثاني جزءا من الأول كقولك أكلت الرغيف ثلثه وكقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فمن استطاع بدل من الناس هذا هو المشهور وقيل فاعل بالحج أي ولله على الناس أن يحج مستطيعهم وقال الكسائي إنها شرطية مبتدأ والجواب محذوف أي من استطاع فليحج ولا حاجة لدعوى الحذف مع إمكان تمام الكلام والوجه الثاني يقتضي أنه يجب على جميع الناس أن مستطيعهم يحج وذلك باطل باتفاق فيتعين القول الأول وإنما لم أقل البعض بالألف واللام لما قدمت في كل والثالث بدل الاشتمال وضابطه أن يكون بين الأول والثان ملابسة بغير الجزئية كقولك أعجبني زيد علمه وقوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ونبهت بالتمثيل بالآيات الثلاث على أن البدل والمبدل منه يكونان نكرتين نحو قوله تعالى مفازا حدائق ومعرفتين مثل الناس ومن ومختلفين مثل الشهر وقتال