فإِذا استوفَتْ هذه الشروطَ الأربعةَ عملت هذا العمَلَ سَوَاءٌ أكان اسمُها وخبرها نكرتين أو معرفتين أو كان الاسمُ معرفة والخبرُ نكرةً فالمعرفتان كقوله تعالى ( مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ ) والنكرتان كقوله تعالى ( فما مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) ف ( أحدٌ ) اسمها ( وحاجزين ) خبرها و ( منكم ) متعلق بمحذوف تقديره أَعنى ويحتمل أن أحداً فاعلُ ( منكم ) لاعتماده على النفي و ( حاجزين ) نعت له على لفظه .
فإِن قلت كيف يُوصَفُ الواحدُ بالجمع وكيف يخبر به عنه .
قلت جوابهما أنه اسم عام ولهذا جاء ( لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) والمختلفان كقوله تعالى ( ما هذا بَشَراً ) ولم يقع في القرآن إِعمال ما صَرِيحاً في غير هذه المواضع الثلاثة على الاحتمال المذكور في الثاني وإِعمالهُا لغةُ أَهل الحجاز ولا يجيزونه في نحو قوله .
( بني غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ ... وَلا صَرِيفٌ ولكِنْ أَنْتُمُ الخَزَفُ )