أبدلوا أيضا الألف في الوقف ياء فقالوا هذه أفعي وحبلي قال الراجز .
( إن لطي نسوة تحت الغضي ... يمنعهن الله ممن قد طغي ) .
( بالمشرفيات وطعن بالقني ... ) .
قال سيبويه ومنهم من يبدلها أيضا في الوصل ياء فيقول هذه أفعي عظيمة فكما أبدل حرف الإعراب في جميع هذه الأشياء ولم يدل انقلابه على أنه ليس بحرف إعراب كذلك أيضا يجوز قلب الألف التي للتثنية ولا يدل ذلك على أنها ليست بحرف إعراب فهذا أحد وجهي الحجاج .
وأما الوجه الآخر فإن في ذلك ضربا من الحكمة والبيان وذلك أنهم أرادوا بالقلب أن يعلموا أن الاسم باق على إعرابه وأنه متمكن غير مبني فجعلوا القلب دليلا على تمكن الاسم وأنه ليس بمبني بمنزلة متى وإذا وأنى وإيا مما هو مبني وفي آخره ألف .
فإن قلت فإذا كانت الألف في التثنية حرف إعراب فهلا بقيت في الأحوال الثلاث ألفا على صورة واحدة كما أن ألف حبلى وسكرى