لأن الساكن لا يمكن الابتداء به فتقول اك اق اج وكذلك سائر الحروف إلا أن بعض الحروف أشد حصرا للصوت من بعضها ألا تراك تقول في الدال والطاء واللام اد اط ال فلا تجد للصوت منفذا هناك ثم تقول اس اص از اذ اث اف فتجد الصوت يتبع الحرف وإنما يعرض هذا الصويت التابع لهذه الحروف ونحوها ما وقفت عليها لأنك لا تنوي الأخذ في حرف غيرها فيتمكن الصويت فيظهر فأما إذا وصلت هذه الحروف ونحوها مما سنبينه في أماكنه إن شاء الله فإنك لا تحس معها شيئا من الصوت كما تجده معها إذا وقفت عليها وذلك نحو يصبر ويسلم ويزلق ويثرد ويفتح وإنما كان ذلك كذلك من قبل أن أخذك في حرف آخر وتأهبك له قد حالا بينك وبين التلبث والاستراحة التي يوجد معها ذلك الصويت وسترى ذلك ملخصا بمعونة الله تعالى .
فإن اتسع مخرج الحرف حتى لا يقتطع الصوت عن امتداده واستطالته استمر الصوت ممتدا حتى ينفد فيفضي حسيرا إلى مخرج الهمزة فينقطع بالضرورة عندها إذ لم يجد منقطعا فيما فوقها