أي آكلا الأبارصا وإنما جاز حذف التنوين من هذه الأسماء في هذه الأماكن وقد كان الوجه تحريكه لالتقاء الساكنين لأنه ضارع حروف اللين بما فيه من الغنة وغير ذلك مما قدمناه ذكره فكما يحذفن لالتقاء الساكنين في نحو رمى القوم وقاضي البلد ويدعو القوم كذلك حذف التنوين لالتقاء الساكنين وهو مراد يدلك على إرادته أنهم لم يجروا ما بعده بإضافته إليه .
ويشبه هذا مما حذف من اللفظ تخفيفا لا لإضافته ولا لالتقاء الساكنين لأنه ليس بساكن نون التثنية والجمع وذلك نحو قول الأخطل .
( أبني كليب إن عمي اللذا ... قتلا الملوك وفككا الأغلالا ) .
أراد اللذان فحذف النون تخفيفا لطول الاسم ولا يجوز أن يكون حذفها للإضافة لأن الدلالة قد تقدمت على أن الأسماء الموصولة لا يجوز أن تضاف أبدا إلا ما كان من أي في نحو قولهم لأضربن أيهم يقوم على أن هذا عندنا معرف بصلته دون إضافته ويمنع أيضا من أن يكون اللذا من بيت الأخطل مضافا أن ما بعده فعل وهو قتلا والأفعال ليست مما يضاف إليه وقال الأشهب بن رميلة قرأته على محمد بن محمد عن أحمد بن موسى عن ابن الجهم عن يحيى بن زياد