وأما محبب فمفعل وإنما لم يدغم لأنه علم والأعلام قد تأتي كثيرا مخالفة للأصول الأجناس وذلك نحو تهلل ومورق وموظب ومزيد وحيوة ومعدي كرب .
فإن قلت فهلا قلت في مهدد إنه مفعل كما قلت في محبب .
فالجواب أن محببا لو وجدنا له أصلا نصرفه به إلى أن فعلل لفعلنا ولكان ذلك آثر عندنا من أن نحمله على ضرورة العلم ولكنا لم نجد في كلام العرب م ح ب متصرفا ووجدنا فيه ح ب ب فعدلنا إلى ح ب ب ضرورة وأما مهدد وإن كان علما بدلالة قول الأعشى .
( وما ذاك من عشق النساء وإنما ... تناسيت قبل اليوم خلة مهددا ) .
فإنا إنما حملناه على أنه فعلل ولم نحمله على أنه مفعل مظهر التضعيف لضرورة العلم لأنا قد وجدنا في كلامهم م ه د متصرفا فحملناه على هذا دون أن نحمله على أنه من ه د د لما فيه من الضرورة فاعرف ذلك .
وأعلم أن الأعلام إنما جازت فيها هذه المخالفة للجمهور من قبل أنها كثر استعمالها فجاز فيها من الاتساع ما لم يجز في ما قل استعماله من