أعلم يا أيها الساحر عند أولئك القوم الذين يدعونك ساحرا فأما نحن فنعلم أنك لست ساحرا وعلى هذا تأول أهل النظر قوله تعالى ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) قالوا معناه وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموهم لقلتم أنتم فيهم هؤلاء مائة ألف أو يزيدون فهذا الشك إنما دخل الكلام على الحكاية لقول المخلوقين لأن الخالق جل جلاله وتقدست أسماؤه لا يعترضه الشك في شيء من خبره وهذا ألطف وأوضح معنى من قول قطرب إن أو بمنعنى الواو ومن قول الفراء إن أو بمعنى بل فهذا ما احتملته هذه الآية من القول .
واعلم أن اللام قد لحقت من الحروف موضعين جاءت في أحدهما للتوكيد وفي الآخر للتوصل إلى النطق بالساكن .
الأول نحو قولك لعل زيدا قائم إنما هو عل واللام زائدة مؤكدة قال الشاعر .
( يا أبتا علك أو عساكا ) .
أي لعلك وقال الآخر