هذا قبح أن يلي علمت فعل القسم لأن علمت وأخواتها إنما تدخل على المبتدأ وخبره لا على الفعل وفاعله .
فإن قلت فعلام تجيز كون من شرطا وقد قدمت قبح ذلك .
فالجواب أن جواز ذلك على أن تجعل ( علموا ) نفسها قسما وقد استعملتها العرب بمعنى القسم ومن أبيات الكتاب .
( ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها ) .
فكأنه قال والله لتأتين منيتي .
فإن قلت فإذا جعلت علموا جاريا مجرى القسم بما ذكرته وعندك أن اللام في لقد دالة على القسم المحذوف فكأنه عندك والله لقد علموا وقوله ( قد علموا ) جار مجرى القسم فكيف يجوز على هذا دخول القسم على القسم أولا ترى أن سيبويه والخليل ذهبا في قوله تعالى ذكره ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها ) أن جميع ما بعد الواو الأولى من الواوات إنما هو واو عطف وليس بواو قسم لئلا يدخل قسم على قسم فيبقى الأول منهما غير مجاب