وأصح هذه الأقوال قول أبي عثمان وذلك أن إذا هذه التي للمفاجأة قد تقدم من قولنا فيها أنها للإتباع بدلالة قوله D ( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) فوقوعها جوابا للشرط يدل على أن فيها معنى الإتباع كما أن الفاء في قولك إن تحسن إلي فأنا أشكرك إنما جاز الجواب بها لما فيها من معنى الإتباع وإذا كانت إذا هذه التي للمفاجأة بما قدمناه للإتباع فالفاء في قولنا خرجت فإذا زيد زائدة لأنك قد استغنيت بما في إذا من معنى الإتباع عن الفاء التي تفيد معنى الإتباع كما استغنى عنها في قوله عز اسمه ( إذا هم يقنطون ) .
فإن قال قائل فإذا كانت الفاء في قولنا خرجت فإذا زيد زائدة فأجز خرجت إذا زيد لأن الزائد حكمه أن يمكن طرحه ولا يختل الكلام بذلك ألا ترى إلى قوله عز اسمه ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) لما كانت ما زائدة جاز أن تقول في الكلام لا في القرآن فبرحمة من الله لنت لهم وكذلك ( عما قليل ) يجوز في الكلام أن تقول عن قليل .
فالجواب أن الفاء وإن كانت هنا زائدة فإنها لازمة لا يسوغ حذفها وذلك أن من الزوائد ما يلزم البتة وذلك قولهم افعله آثرا ما أي أول شيء ف ما زيادة لا يجوز حذفها لأن معناه افعله آثرا مختارا له معنيا به من قولهم أثرت أن أفعل كذا وكذا ومن ذلك قوله عز اسمه ( قالوا الآن جئت بالحق ) فالألف واللام في الآن زائدتان عندنا لأن هذا الاسم معرفة بغيرهما وإنما هو