وأشيعها شيء وشيء مذكر كما ترى فهذا يؤكد عندك أن الشيء كلما شاع وعم فالتذكير أولى به من التأنيث ولذلك قال سيبويه لو سميت امرأة ب نعم وبئس لم تصرفهما لأن الأفعال كلها مذكرة .
فقد صح بما أوردته أن التاء في قامت هند إنما المقصود بتأنيثها هو الفاعل الذي يصح تأنيثه لا الفعل الذي لا يصح تأنيثه .
وأيضا فلو كان المراد تأنيث الفعل دون فاعله لجاز قامت زيد ونحو ذلك .
ودليل ثالث وهو أن أبا زيد أنشد .
( إذا ما كنت ملتمسا لغوث ... فلا تصرخ بكنتي كبير ) .
وأنشد أحمد بن يحيى .
( فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا ... وشر خصال المرء كنت وعاجن ) .
فقوله كنتيا معناه أنه يقول كنت في شبابي أفعل كذا وكنت في حداثتي أصنع كذا وكنت فعل وفاعله التاء ومن الأصول المستمرة