وقال الفرّاء أصله شيّئ مثل هيّن ثم جُمع على أشْيِيَاء وعُمِل به بعد تَخْفيف الواحدِ على ما ذكرنا على مذهب أبي الحسن .
وقال الخليلُ وسيبويه أصلُها شَيْئَاء اسم الجنْس مثل حَلْفاء وقَصْبَاء فقُدِّمت الهمزةُ الأُولى لِمَا تقدَّم فوزنُه الآن لَفْعَاء .
فصل .
واعلم أنَّ شَيئاً على التَّحقيق مصدر شَاء يَشَاءُ شيئاً ثم جُعِلَ اسماً عامّاً لكلِّ موجودٍ ولكلِّ معدومٍ عند مَنْ قال المعدومُ شيء .
فأمَّا على قولِ الآخرِين فليست مصدراً وهي على ثلاثةِ أقوال .
أحدها أصلها شيئاء ثم قُدّمت الهمزةُ الأولى على ما ذُكر .
والثاني أصلُها شيّئ مثلُ هيّن ثمّ جُمع على أشْيِئاء مثل أهْوِناء ثمَّ حُذفت الهمزةُ الأولى لما تقدَّم .
والثالث شيّئ مثل صَديق واصْدِقاء ثم حُذفت الهمزة أيضاً .
وفيها قولٌ رابعٌ أنَّ الواحدَ شَيْء ثم جمع على أشْيَاء شاذّاَ كما قالوا سمْح وسُمَحاء فأجْرَوا فُعَلاء مجرى فعيل في الجمع ك عليم وعُلماء .
فإنْ قيلَ فقد قالوا في جمعِ أشياء أشَاوَى ولو كان واحِدُه على شيئاء لَمَا جُمع على ذلك قيلَ لَمَّا قُدِّمت الهمزةُ أو حُذِفت على القول الآخَر صارَ لفظُها على لفظ