ومطابقه اللفظ للمعنى مستحسنة فأمَّا صفات من يعقل فجمعت جمع السلامة لوجهين .
أحدهما أنَّها جارية على أفعالها فكما تقول ( يسلمون ) تقول ( مسلمون ) .
والثاني أنَّ هذه الصفات لَمَّا اختصَّت بالعقلاء خصَّت بأفضل الجموع وأمَّا قوله تعالى ( رأيتُهم لي ساجدِينَ ) فإنَّه لَمَّا وصفها بالسجود الذي هو من صفات من يعقل أجراها مُجرى من يعقل وكذلك قوله ( قالتا أتينا طائعين ) وإنَّما ثُنّيَّ ( قالتا ) وجُمِعَ ( طائعين ) لثلاثة أوجه .
أحدها أنَّ السموات والأرض جمع في المعنى فجاء بالحال على ذلك .
والثاني أنَّ المراد ( أتينا ومن فيها طائعين ) وغُلَّب المذكَّر .
والثالث أنَّ المراد ( أهل السموات والأرض ) .
وأمَّا ( العشرون ) وإلى ( التسعين ) فَجُمَع جَمْعَ السلامة لوقوعه على من يعقل وما لا يعقل وغُلِّب فيه من يعقل وليس بجمع ( عِشْر ) على التحقيق لأنَّ العشر من أظماء الإبل وهذا العدد لا يخصُّ الأظماء وإنَّما هو لفظ مرتجل للعدد