مَوْضع واحد والدَّليلُ على ذلك أنَّها أفْعَل التي للتَّفضيل لأنَّها تَصْحَبُها من نحو قولك هذا أوَّل من هذا ولا يجوزُ أن تكونَ فَوْعَلاً ولا فعّلاً لأنَّ هذين البناءَين ليسا للتفضيل .
وذهبَ قومٌ إلى أنَّ أصل أوَّل من آل يؤول واصله أَأْوَل فقلبت الهمزةُ الثانيةُ واواً ثمَّ أُدْغِمت .
وقال آخرون هو من وأَل يَئِل فاصله أَوْأل ثم أُبْدِلت الهمزةُ التي بعد الواوِ واواً ثم أُدْغِم وكلا القولين خَطأ لأنَّ حُكْمَ الهمزةِ السَّاكنةِ الواقعةِ بعد هَمْزَةٍ مفتوحةٍ أنْ تُقْلَبَ ألفاً مثل آدم وحكَم الهمزةِ المفتوحةِ إذا أريدَ تخفيفُها أنْ تُنقَل حركتُها إلى ما قبلَها فأمَّا أنْ تُبْدَلَ واواً فلا .
فإن قيلَ الإبدالُ هنا شاذّ كما أنَّ دَعْوى كونِ الفاء والعين وَاوِين شاذٌّ قيلَ عنه جوابان .
أحدهما أنَّ كونَ الفاء والعين هنا من مَوْضعٍ واحد ليسَ من الشاذِّ لأنَّ الهمزةَ هنا قبلهما وبسببِ ذلك لزمَ الإدغامُ فلم يلزم الثقل المحذورُ .
والثاني أنَّ شذوذَ التكرير أقربُ من شذوذ الإبدال فيما ادَّعوا