( من خلل السحاب ) حال من الهلال ويمكن أنَّ يكون ( من الدار ) حالاً من الناظر .
والثاني التبعيض وعلامتُه أنْ يصلح مكانَها ( بعضٌ ) كقولك أخذت من المال وقال المبرَّد هي لابتداء المكان أيضاً والتبعيض مستفاد بقرينة فإنَّ قلت أخذت من زيد مالاً جاز أنَّ تعلّق ( من ) بأخذت وأنَّ تجعلها حالاً من المال أي مالاً من زيد فلما قدَّمت صفة النكرة صارت حالاً .
والثالث أنَّ تكون بمعنى البدل كقوله تعالى ( أرضيتم بالحياة الدينا من الآخرة ) أي بدلاً من الآخرة وموضعها حال ومنه قوله ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة ) أي بدلاً منكم .
والرابع أن تكون لبيان الجنس كقوله ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) [ أي الرجس الحاصل من جهة الأوثان ] وهذه أشبه بالتي هي للابتداء فأمَّا قولك زيد أفضلُ من عمرو ف ( من ) فيه لابتداء الغاية والمعنى ابتداء معرفة فضل زيد من معرفة فضل عمرو أي لَمَّا قيس فضله بفضل عمرو بانت زيادتُه عليه