باب المعرب والمبنيّ إنَّما أُخَّرا عن الإعراب والبناء لأنَّهما مشتقان منه إذ كان الإعراب والبناء مصدرين والمشتق منه أصلُ للمشتق .
فصل .
وليس في الكلام كلمة معربة لا مُعْربه ولا مبنيةَه عند المحَّققين لأنَّ حدَّ المعرب ضدّ حدّ المبني على ما سبق وليس بين الضّدَّين هنا واسطة .
وذهب قوم إلى أنَّ المضاف إلى ياء المتكلَّم غير مبنيّ إذ لا علَّة فيه توجب البناء وغير معرب إذ لا يمكن ظهور الإعراب فيه مع صحَّة حرف إعرابه وسمَّوْه ( خصيّاً ) والذي ذهبوا إليه فاسد لأنَّه معرب عند قوم مبنيٌّ عند آخرين وسنبين ذلك على أنًّ تسميتهم إيَّاه ( خصيّاً ) خطأ لأن الخصيَّ ذكر حقيقة وأحكام الذكور ثابتة له وكان الأشبه بما ذهبوا إليه أن يسمُّوه ( خنثى مشكلاً )