وقال الزجاج الناصب له فعل محذوف تقديره ( قمت ) أو ( لابست ) أو ( صاحبت ) زيداً ولا يعمل الفعل المذكور لحيلولة الواو بينهما وهذا ضعيف لأنَّ الفعل المذكور إذا صحَّ أن يعمل لم يُجْعَل العمل لمحذوف وقد صحَّ بما تقدَّم وأمَّا الواو فغير مانعة لوجهين .
أحدُهما أنَّ بها ارتبط الفعل بالاسم فأثَّر فيه في المعنى فلا يمنع من تأثيره فيه لفظاً والثاني أنَّها في العطف لا تمنع كقولك ضربت زيداً وعمراً فالناصب ل ( عمرو ) الفعل المذكور لا الواو ولا فعلٌ محذوف .
وقال الكوفْيُّون ينتصب على الخلاف وقد أفسدناه في باب ( ما ) ومعنى كلامهم أنَّ الاسم الثاني غير مشارك للأوَّل في الفعل المذكور فلم يرفع لذلك بل نصب كما ينصب المفعول للخلاف .
وقال أبو الحسن الأخفش ينتصب الاسم انتصاب الظروف لأنَّه ناب عن ( مع ) كما أنَّ ( غيراً ) في الاستثناء تعرب إعراب الاسم الواقع بعد ( إلاّ ) وهذا ضعيفٌ لبعد ما بين هذه الأسماء وبين الظروف و ( مع ) ظرف و ( الواو ) قائمة